لقد كان لجمال البيئة العربية أثر واضح في تكوين الشخصية العربية في العصر الجاهلي، فكان لانتماء الشعراء لأرضهم وأقوامهم باعتبارهم الملاذ الأول والأخير، جعلهم يتعصبون لقبيلتههم وقومههم عند حدوث الحرب بينهم، فكان من الضروري ولا بدَّ من الدخول في تنافس بين القبائل في ميادين البلاغة والفصاحة والبيان، وهذا أدى إلى كثرة الشعر والشعراء، وفوق ذلك أصبحت هناك نهضة عظيمة في الشعر لم يستطع كل المؤرخين جمع جميع الشعراء في هذه المرحلة من التاريخ.
وقد كان كل شاعر يختلف عن الشعراء الشعراء الآخرين في إنتاجه وشهرته ورواج شعره، وكل قبيلة تدَّعي كونها أكثر القبائل في العدد في الشعراء وأكثرهم في الموهبة.[١] وبسبب ما ذكر حاول النقَّاد تصنيف الشعراء لطبقات، فمن النقاد من اتخذ من الشهرة أساساً في تصنيفه، ومن النقاد من اتخذ من الأساليب وسيلة في التصنيف، ومن النقاد من اتخذ من الأغراض أو الناحية الاجتماعية أساسا للتصنيف، ومن النقاد من صنف الشعراء على حسب الدين الذي اعتنقوه، وما إلى ذلك من الاعتبارات التي اتخذوها[2].
المصادر:
1ـ د. شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي
2ـ د. علي الجندي، في تاريخ الأدب الجاهلي